Hi quest ,  welcome  |  sign in  |  registered now  |  need help ?
تزامن صدور هذا العدد مع حدث تاريخ سوف يترك بصماته على مستقبل الوطن العربي، وهو انفصال جنوب السودان عن شماله، ما ينذر بتداعيات خطيرة تؤثر على المنطقة العربية برمتها، فيما لا تزال نار الثورات تجتاح ربوع المنطقة وتنادي بالتغير لكل الأنظمة الشمولية الحاكمة.
00000000000000000000000000000000000000000000000000000

Header Ad Banner

إغراق مصر بالديون لإطفاء نار الثورة

Written By مجلة لوتس الإلكترونية on الاثنين، 1 أغسطس 2011 | 10:13 ص


يشير الاستاذ مجدي حسين في مقاله إلى الخطة الامريكية الجديدة لجعل مصر تابعة مثلما كانت في عهد الرئيس السابق مبارك، وذلك من خلال التبعية المالية التي تجعلها منضوية تحت لواء الحكم الأمريكي، 
المقال يتناول وجهة نظر لا يمكن إغفالها، لأنه من الضروري أن نكون يقظين في هذه المرحلة الحساسة لكل المخططات الداخلية والخارجية التي تعمل على إجهاض الثورة الوليدة. 
أدعوكم لقراءة المقال

إغراق مصر بالديون لإطفاء نار الثورة
بقلم/ مجدي أحمد حسين 
نشرت بجريدة الدستور 31 مايو 2011

لم يكن بإمكان أوباما أن يطرح معونة لمصر بأكثر من 2 مليار دولار حتى لا يثير عليه غضبا فى أمريكا المديونة الأولى فى العالم، حتى أن الكونجرس يناقش رفع السقف المسموح به للمزيد من القروض، بينما لم يناقش الكونجرس ظاهرة طبع الدولارات الأمريكية لتغطية التزامات أمريكا الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذى توسع مؤخرا وأدى إلى انهيار القيمة الشرائية للدولار وينذر بعواقب وخيمة للاقتصاد الأمريكى.
فقام أوباما بتنظيم مؤتمر الثمانية الكبار ثم مؤتمر فى بولندا ثم أصدر تعليماته لبعض دول الخليج للمزيد من التمويل لمصر وتونس، حتى بلغ الرقم 20 مليار دولار تم رفعها لوعود بـ 40 مليار دولار من مختلف هذه الأطراف، علما بأن ديون مصر الخارجية حاليا 33 مليار دولار فحسب! إذن نحن أمام عملية إغراق متعمد للاقتصاد المصرى بالديون خلال فترة قصيرة لا تتعدى عامين، فى محاولة ملحوظة لإطفاء نار الثورة التحررية. وبدون أى إخفاء للشروط السياسية والاقتصادية التى تسمى إصلاح سياسى واقتصادى.
أما الإصلاح السياسى فقد قامت به الثورة بالفعل ولا تحتاج لنصائح من هذه البلدان التى ساندت استبداد حكم مبارك 30 عاما متصلة. أما الإصلاح الاقتصادى فقد خبرناه (توجيهات صندوق النقد) وأدى إلى خراب مصر الاقتصادى. ولا يمكن أن نلوم هؤلاء فهم يسعون إلى مصالحهم المهددة بهذه الثورات التى تمتد من مصر وتونس إلى بلدان أخرى، فقد تعودوا أن يحكموا هذه المنطقة من خلال آليات التبعية المعروفة، ولن يتخلوا بروح رياضية سمحة عن نفوذهم وسطوتهم علينا ونحن فى هذا الموقع المحورى من العالم. ولكن العيب كل العيب على هذه الحكومة العرجاء التى بادرت بالسؤال وأرسلت وفدا اقتصاديا منذ عدة أسابيع للتسول من واشنطن، وهذا هو عين المراد لإعادة مصر تحت السيطرة من جديد بدون شخص مبارك الذى تحول إلى كارت محروق.

نحن يا سادة لم نقم بكل هذه الثورة العظيمة لنواصل جوهر سياسات مبارك. إن الثورة قامت لتحرير شعب مصر من العبودية. والعبودية لم تكن لشخص مبارك ولكن لمجمل سياسات التبعية التى حولت مصر العظيمة إلى مجرد مطية للمصالح والأهداف الأمريكية والغربية. وكان جوهر خراب مصر نابع من هذه التبعية المقيتة التى أفقدتنا استقلالنا وحرية اتخاذ القرار الوطنى ووضعتنا فى المركز شبه الأخير بين الأمم وحرمتنا من ممارسة حريتنا فى البحث العلمى وامتلاك أسباب التقدم النابعة والمتمحورة حول الذات كقانون أبدى فى أى عملية نهضة استقلالية. وما ترتكبه الحكومة الآن فى هذا المضمار جريمة فى حق الثورة، ودليل إضافى جديد على ضرورة التعجيل بنقل السلطة للشعب،
فهذه الحكومة تمثل سياسة مبارك لا سياسة وقيم الثورة التى كان شعارها الأساسى يوم الجمعة الدامى والحاسم 28 يناير 2011:
يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان!



-----------------------------------------------------------------------------------
اذهب إلى:   الصفحة الرئيسية    فهرست العدد    أرشيف المجلة

0 comments:

إرسال تعليق